(نبضه )
حملت الفكرة سفاحا من القلب....إستعانت بالعقل....عله يجد لهما حلا....
أرسل العقل في طلب القلب ....جاء مسرعا....
وقفت الفكرة والقلب معا أمام العقل....
قال لهما ما حملكم علي جرمكم؟....
قال القلب ليس ذنبي....فقد راودتني عن نفسي وما أنا بيوسف....
قالت الفكرة ليس ذنبي....وسوس لي شيطاني...فسلمته جسدي
قال العقل بصوت جهور : أيتها الفكرة الآثمه أخرجي من قريتنا إن أهلها قوما يتطهرون ......
خرجت الفكرة ....تركت المدينة....هامت في الصحراء....حتي سقطت مغشية....فرأها راعي غنم....حملها الي شيخ القبيلة....
فأشفق لحالها ....إجتباها وأكرمها....إختار لها إسما بدويا....أسموها شاردة....
جائها المخاض فوضعت أنثي....قالت سميتها نبضه....
ما زالت نبضه في سن الطفوله ترعي الغنم....
ذات مرة مر عليها رجل ...يكاد العطش يقتله....سقط أمامها مغشيا ....بللت ريقه بشربة ماء ....ولما فتح عينيه ....
قال ياراعية الغنم زيديني ماءا ....قالت تحامل علي كتفي حتي نصل عند جدي....
قال لها ومن جدك....قالت جدي شيخ القبيلة ....وامى شارده....واسمي نبضه....
قال لها وانا أدعىٰ القلب....
وصلت نبضه ومعها القلب....الي جدها....
قال أيها الغريب ما قصتك....
من أعوام مضت وأنا أبحث عن معشوقتي.....طرقت كل الابواب ....بحثت عنها في كل الأمصار......لم أترك قرية أو مدينة.....وها أنا يسوقني القدر إلى قبيلتكم .....لأبحث عنها....
قال شيخ القبيلة وما هو إسمها؟
إسمها الفكرة ....
كانت شاردة وراء الخيمة سمعت كل ما دار....دخلت دامعه....قالت أنا الفكرة....فلما رآها القلب فاضت عيناه دمعا....ظلا ينظران الى بعضهما طويلا....بأعين دامعه....حتي أدمعت عين شيخ القبيلة....قال لهما تعانقا لتنفضا غبار ما مضى....جرى نحوها ....ارتمى في حضنها....تبادلا العتاب....تبادلا الشوق....
فتح القلب زراعيه ناظرا ل "نبضه" ....فارتمت في حضنه....أخذ يقبلها وهو يبكي....حملها بين زراعيه....
عادت الفكرة والقلب الي المدينه ......والقلب يحمل بين يديه نبضه
...محمد عيسى...