11 Jul
11Jul

(مملكة السحر)

الطريق إلى عينيها محفوف بالمخاطر...

تراص جند حروفي أمامي صفا....

ياجنود مملكتي من كان منكم خائفا فليلزم سطره...ومن أراد مرافقتي في غزوتي فليلزم سطري.....

في صوت واحد هتفوا: نموت نموت ويحيا قصيدك...

أيها الأبطال هي رحلة قد تكون ذهابا بلا عوده...

في صوت واحد صرخوا : نموت نموت ويبقي ملكك...

يافرسان مملكتي لتكن ساعة الصفر عندما تغمض عينيها...

وليأخذ كلٌ موقعه....

فلما أغمضت عينيها....إنتشرت قواته على جميع أنحاء خديها....

زحفوا ....تسللوا ...حتي باتت عيناها على مرمي البصر....

هبت ريح عاتية....فتطايرت خصلات شَعرها....ذهابا وإيابا....وكلما تصادمت خصلة بحرف سقط صريعا....

سقط بعض جنوده...كاد جيشه أن يهلك....لولا هدوء العاصفة....سكنت خصلات شَعرها....ليجد جنوده بين جريح وقتيل....إلا القليل منهم

جمعوا جثمان الشهداء....حفروا لهم في خديها ....شيعوهم إلى مثواهم الأخير....

نظر الملك إلى جنوده باكيا...

صرخ : ياجنود مملكتي قد أخبرتكم أنها رحلة ذهاب بلا عودة....من أراد منكم العودة فهو في حِلٍ مني...

في صوت واحد صرخوا  : نموت نموت ويخلد إسمك

تعالت الصيحات ...علت الهمم...تقدموا حتي بلغوا عينيها...

فاذا بها تفتح عيناها ببطء ....لتتقاطر دمعاتها....فكانت كالسيل ....أغرقت كل جنده....يرى قطراتها تعصف بجنوده ....لا يستطيع إنقاذهم....

فإذا بقطرة تتدحرج ناحيته ببطء....لم ينته لها... لم يستطع تفاديها....سقطت عليه كادت تغرقه.....ما زال يقاوم الغرق....

فإذا بعاصفة اخرى تجتاح وجهها ....ريح شديدة....تتطاير شَعرها ....

إستسلم للغرق....حتى رأى شَعرة ألقتها الريح في بحره....أمسك بها بكلتا يديه....ظل يتسلقها ....حتى وصل منتصف عينيها....ما زال ممسكا بحبله....فلما رأى مملكة عينيها عن قرب....شخص بصره .. وكأنه يرى هالة من نور... أراضٍ بيضاء بمساحات شائعة....في وسطها بئر مستدير ... ماءه يبرق كأنها لألئ تسبح فيه....

تلك هي مملكة النعيم....التي فقد من أجلها ذاك الملك كل جنوده....تلك الأراضي البيضاء التي كان أجداده يتحدثون عنها ....

ظل شاخصا بصره تذكر مقولة أبيه عندما كان طفلا " يابني سيعلو شأنك يوما ما....ويخلد أسمك....كأول حاكم تخصع كل  ممالك الخيال لحكمه....يابني هما مملكتان إحداهما مملكة النعيم والأخري مملكة السحر ....يمتدان على خط واحد يفصلهما جبل ....يابني سيزول عرشك ويتفتت ملكك إن لم تضمهما لممالكك

فقال الطفل : ياأبتي صفهم لي ؟

قال " يابني هي أراضي بيضاء....يخرج منها ضوءا يمتد لأفق السماء....الوصول إليها سيهلك دونه جيشك.....وربما تهلك أنت"

بينما هو يمسك بحبله ....فإذا بأبواب مملكة النعيم بدأت تنغلق ببطء....فألقى بنفسه داخلها في أخر لحظه...

من أثر السقوط وقع مغشيا عليه....فلما فتح عينيه رأى أناسا لباسهم أبيض متراصون أمامه يقفون على أرض بيضاء....

قال لهم من أنتم...

قالوا : أيها الملك ننتظرك هنا من ألف عام......لتقودنا لتحرير آخر مملكة 

قال وما إسمها ؟

قالوا " مملكة السحر"

قال : أيتها الجنود يافرسان مملكة النعيم هي رحلة قد تكون ذهابا بلا عودة...

في صوت واحد صرخوا :نموت نموت ويحيا قصيدك...

ياجنود مملكتي لتكن ساعة الصفر عندما تفتح عينيها..

وليأخذ كُلٌ منكم موقعه


...محمد عيسى...

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة