(قصر الطاغية)
بين الماضي والحاضر....حاجز زمني....منيع....صنعت لكِ آلة الزمن....لا تحمل الا اثنين....قالت خذني إلي عصر اضطهاد الشعراء....زمن حكم الطاغية....سيدتي إختاري زمنا غيره....أخاف أن نسجن هناك او نقتل....
قالت لا تخف إتبعني....فسبقتني الى مركبتي....سيدتي إنتظري....إخلعي نعليكي....أولا....إجلسي بجواري ....أغمضي عيناك.... اشهقي نفسا عميقا....لا تلمسي أي شئ امامك....
عندما فتحت عيناها....رأتني مترجلا من مركبتي واقفا أمام مدخل مقبرة....مكتوب عليها "مقابر الشعراء"....فترجلت وقفت خلفي وعيناها دامعه....قالت ما ذنبهم....ما جرمهم....صاحت بصوت عال....يسقط الطاغية....فاذا بخيول مسرجة....يمتطيها فرسان ملثمون....أحاطونا شاهرين سيوفهم....قال كبيرهم لا تقتلوهم ليحكم ملكنا في أمرهم....
إقتادونا مكبلين....الى قصر الطاغية....قال من أنتم؟!....غريب هو لباسكم....أكنتم تزورون مقابر بني جنسكم....أيها الملك نحن من زمن أخر....لا شأن لنا بالشعر والشعراء....ضحك الطاغية فضحكت الحاشية....قال أنتم الشعراء دائما تكذبون....تقولون ما لا تفعلون....ويلكم مني....احشروا الناس غدا ليشهدوا عذابهما....قالت بصوت جهور....يسقط يسقط الطاغية....قال الملك....خذوهم ليقضوا ليلتهم في سجن القصر حتي الصباح....جلدا بالسياط اقتادونا الى غرفة مظلمة....ذات باب خشبي بمتراس متهالك....قالت لا تحزن سننجو معا....ثم اطبقت على يداي دامعة....قالت أو نموت معا....لن أفارقك ولن تفارقني....ثم غفت على كتفي....وإذا بالحارس أمام الغرفة يغلبه النعاس....أيقظتها بلا صوت ......همست لها لا تتكلمي سنحاول الهرب...
الحارس نائم. ....تسللنا حتى جاوزنا الحارس....حتي أذا ابتعدنا قليلا جرينا....فاذا بأجراس القصر كلها تقرع...قالوا هرب الغريبين ....أقتلوهم حيث وجتموهم....ما زلنا نجري ونسمع دوى أصوات الخيول تهز الارض تحتنا....سقطت هي ارضا ....لا تسطيع مواصلة الجري....حملتها بين يداي ....قالت اتركني وانجو بنفسك....سينالوا منا....لا لا لن أتركك ننجو معا أو نموت معا....تسابقت قدماي كالريح ....ها أنا أرى مركبتي على مدى البصر....والجنود خلفي بأحصنتهم ويطلقون السهام....لم تنتبه هي لسهم أخترقني ....الا عندما وضعتها علي المركبة.....ركبت بجوارها باقصي سرعة....مددت يدى لأضغط زر الحاضر ....سقطت يدي ....وبدأت أن لا اشعر بشئ الا صوتها تقول ....أغمض عيناك ....إشهق نفسا عميقا....لا تلمس أي شئ امامك....فاذا بها بالخطأ تضغط زر المستقبل....عندما فتحت عيناي....رأيتها ترجلت من مركبتي....تضمد جرحي.....بعدما إنتزعت السهم مني....فاذا بي أري لافته علي مدخل بناء شاهق....وكأنه من زجاج....مكتوب عليه (متحف أثري "قصر الطاغية")
....محمد عيسى ...