09 Jul
09Jul

(بركان)

في أقصي الشمال ...بركان ....يثور أحيانا...وأحيانا خامد.....

قامت أفراد الحماية المدنية بتطويق تلك المنطقة البركانية بسلك شائك....يتواجد أفراد حراسة منتشرين حول الطوق ....ولافتات " منطقة بركانية ممنوع الإقتراب"....

في غفلة من أفراد الحراسة...عبرت تلك الفتاة السلك الشائك...

لم تبالي بالخطر القادم....

تقدمت ....حتي إقتربت من منطقة الموت ...

 ثار البركان....قذف حممه ....والتي تنساب ببطء....كإنسياب الماء....والفتاة ظلت واقفة ....وترى بأعينها الحمم تسير نحوها....

ظلت ثابتة لم تتحرك قيد أنملة.....والحمم تقترب منها تأكل الأخضر واليابس في طريقها إليها....

إقتربت منها الحمم حتى كادت تلامس قدميها....تصببت عرقا....شعرت وكأنها تنصهر....فعادت خطوة للخلف ببطء شديد.....وكلما إقتربت الحمم ...تعود للخلف خطوة....وكأنها علاقة طردية ....بين خطواتها وسرعة سير الحمم....

فجأة قررت ألا تعود للخلف.....فظلت الحمم تقترب حتي لامست حذائها.....

فإذا بالحمم قد خمدت وكأنها أصبحت كالثلج.....

لم تكن تلك المرة الأولي التي تتسلل فيها تلك الفتاة وتعبر الأسلاك الشائكة....

في غرفة المراقبة بالكاميرات التي تنتشر على طول السلك الشائك....إجتمعت لجنة من خبراء الزلازل والبراكين....بعد أن أصدروا الأوامر لأفراد الحراسة بتسهيل عملية تسلل تلك الفتاة دون أن تدري أنهم يغضون عنها الطرف لعبور السلك الشائك....

عكفت اللجنة على دراسة الأسباب التي تجعل البركان لا يثور إلا إذا عبرت تلك الفتاة إليه....ويخمد عندما يكاد يلامس قدميها.....

بعد المراقبة لعدة أيام....توصلت اللجنة ....إلى أن البركان يثور كلما إقتربت منه الفتاة ....ويخمد حينما تلقي الوردة التي كانت تحملها كلما ذهبت إليه وسط لهيبه....وكأن حميم وردتها يطفئ نار حممه...


....محمد عيسى...

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة