07 Jul
07Jul

(أسير خيالي)


سار الرسول يوماً وليلة ماشياً....يحمل على كتفه قارورة ماء وقليلاً من الزاد....في يده رسالة مكتوبة على ورق البردى....الرسالة سرية ....يجب تسليمها إلى حاكم مدينة "الخيال"....عندما إقترب الرسول من بوابة المدينة....صرخ قائد الحرس : أيها الغريب قف حيث أنت!....لا تتحرك ....

رفع الرسول راية بيضاء....قال:أنا رسول من حاكمة بلاد "الواقع" أحمل رسالة منها إلى حاكم بلاد "الخيال" ....بعد  تفتيشه ...إصطحبه الحرس إلى الحاكم....قائد الحرس:مولاي الملك المعظم رسول من بلاد الواقع ....يطلب الأذن بالدخول....قال الحاكم : أدخلوه....أيها الرسول ما حاجتك ....

مولاي أحمل لجلالتكم رسالة من الملكة....عندما فتح الحاكم الرسالة قرأ :" من ملكة بلاد الواقع إلى حاكم بلاد الخيال، قد علا غرورك ، وقد تجاوز جندك حدود مملكتي، فلا هدنة بإعتداء ولا سلاما مع طبول حرب " ....عندما أنتهي الحاكم من قراءة الرسالة بانت على وجهة علامات الغضب....مزق رسالتها....قال: أيها الرسول عد إليها قل لها : لا أتخذ أسرى فأبشري بقطع الرأس....في اليوم التالي خرج الملك بجيش عرمرم....وإلتقى الجيشان.....إنتصرت الملكة ....جاءوا لها بالأسرى....جلست على عرشها ....قالت أطلقوا سراح الاسرى ....وأتوني بحاكمهم مكبلاً....فلما جاءوا به ....دفعوه أرضا تحت قدميها....قالت : أيها الأسير قبل قدمي وأعفو عنك....قال لها : لا لن أفعل.....قالت: أو كنت تريد قطع رأسي؟؟ قال: لا .....أيها السياف ضع سيفك على عنقه وأنتظر إشارتي ..... أيها الأسير هل لك أمنية أخيرة.....قال : لا ....لكن لتعلمي أنني عندما قرأت رسالتك أيقنت أني مهزوم مسبقا .....وأنكِ منتصرة....فقلت لرسولك قل لها: لا أتخذ أسرى فأبشري بقطع الرأس ....وها هي بشرتي لكِ تتحقق....ها هي الرأس وأعلاها السيف.....فأتمى الأمر ....قالت وكيف تنبأت بذلك....قال : أيتها الملكة أنسيتي أني حاكم بلاد الخيال....قالت : أيها الأسير قد عفونا عنك.....قال : لما فعلتي ذلك....قالت: أنسيت أني حاكمة بلاد الواقع....

قال : أعيدى لي ملكى.....قالت: مدينة خيالك أصبحت مملكتي....فلا ملك لك عندي....وأنت أصبحت أسير خيالي


....محمد عيسى...

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة